أثناء فترة الحمل، تكونين قد قدمتي لطفلك كل ما يحتاج إليه – مكانًا دافئًا ومريحًا للنمو والتغذية اللازمة كلما لزم الأمر. وفي ذلك الوقت، كان الحديد عنصرًا ضروريًا لك ولطفلك، ولا يزال عنصرًا حيويًا للنمو الصحي لطفلك الآن.

هناك بعض الأشياء التي تعني أن طفلك أكثر عرضة لانخفاض مستويات الحديد أو الإصابة بفقر الدم الناجم عن نقص الحديد، ألا وهي:

  • إذا كنت تعانين من نقص الحديد أثناء فترة حملك
  • إذا كنت تدخنين أثناء فترة حملك
  • إذا كنت تعانين من مرض السكري
  • إذا تمت ولادة طفلك ولادة مبكرة
  • إذا كنت ترضعين طفلك رضاعة طبيعية خالصة لمدة تزيد عن 4-6 أشهر1

الحديد والأشهر الستة الأولى من عمر طفلك

أثناء فترة الثلاثة شهور الأخيرة من الحمل، قام طفلك بتخزين كميات كبيرة من الحديد لاستخدامها في مرحلة النمو بعد ولادته. ويُعَد هذا المخزون أمرًا حيويًا، نظرًا لعدم توفُّر كميات كبيرة من عنصر الحديد في لبن الأم2 ولا تزال أمعاء طفلك في طور النمو، لذا فإنها غير جاهزة لامتصاص الحديد من الطعام.3 وبعد مرور 4-6 أشهر، يكون طفلك قد استنفد مخزونه من الحديد، لذلك سيحتاج إلى البدء في الحصول على الحديد من نظامه الغذائي.4

إذا وُلد طفلك مبكرًا، فربما لم يكن لديه الوقت الكافي لتخزين الحديد قبل ولادته بقدر ما يحتاج.4 وإذا كنت تعانين أيضًا من نقص الحديد أثناء فترة الثلاثة أشهر الأخيرة من الحمل، فقد ترغبين في استشارة طبيبك عن المكملات المناسبة اللازمة لطفلك، لا سيما إذا كنت ترضعين طفلك رضاعة طبيعية.

الحديد اللازم للنمو

في الواقع، يحتاج طفلك الآخذ في النمو إلى مزيد من الحديد في نظامه الغذائي أكثر من أبيه، وكل ذلك، لتعزيز النمو السريع أثناء العام الأول من عمره.

السن كمية الحديد اللازمة يوميًا
6-12 شهرًا 11 ملجم
1-3 سنوات 7 ملجم
البالغات من النساء غير الحوامل 18 ملجم (نظرًا لفترات دورتها الشهرية)
البالغين من الذكور 8 ملجم

الجدول: كمية الحديد التي يحتاج إليها طفلك مقارنة بالشخص البالغ4

إذا كان طفلك مكتمل النمو وأنت ترضعين رضاعة طبيعية، فمن المستحسن أن تعطيه، بدءًا من عُمر 4 أشهر، مكملًا من الحديد بمقدار 1 ملجم لكل كجم يزنه يوميًا، إلى أن يصبح قادرًا على تناول ما يكفي من الأطعمة الغنية بالحديد.5

يتم تزويد العديد من الأطعمة اللازمة للأطفال بالمكملات الغذائية، ولا سيما الحبوب. بيد أن، من الجيد أيضًا إدخال الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من عنصر الحديد بشكل طبيعي، مثل اللحوم الحمراء. إن اللحوم ليست فقط مصدرًا ممتازًا للحصول على الحديد، بل للحصول أيضًا على فيتامينات ومغذيات أخرى مثل الزنك.6وفي إحدى الدراسات، أظهر الأطفال في المملكة المتحدة، الذين تناولوا اللحوم في وجباتهم الغذائية تطورًا أكبر في المهارات الجسدية مقارنة بمن لم تتضمن وجباتهم الغذائية تناول اللحوم.6

الحديد اللازم في مجال التعلم والسلوك

لا يقتصر الأمر على سرعة زيادة حجم طفلك عما يمكنك شرائه من ملابسه، بل يشمل أيضًا نمو استيعابه العقلي وتطوره بمعدل مذهل. وسيتعلم طفلك التعرف عليكِ، والابتسام لك، والتدحرج، ويتعلم كيفية وضع الطعام (والكثير من الأشياء الأخرى) في فمه.

يشير كل هذا القدر من التعلم إلى نمو العقل لدى طفلك بسرعة كبيرة، بحيث يتضاعف حجمه في السنة الأولى من عمره، ويقترب من حجم العقل لدى الشخص البالغ، عندما يبلغ من العمر عامين.3

يمكن أن يؤثر نقص الحديد على العديد من مجالات نمو طفلك، حينما يكون العقل آخذًا في النمو، بما في ذلك التنسيق بين اليد والعين، والمهارات الاجتماعية والعاطفية، ومعدل الذكاء.7 ويمكن أن يؤثر انخفاض مستويات الحديد أيضًا على مدى سرعة تعلم طفلك للتعرف على وجهك، أو التمييز بين صوتك وصوت شخص غريب.7

يمكن إصلاح بعض الآثار للإصابة بنقص الحديد عن طريق إعادة مستويات الحديد لدى طفلك إلى معدلها الطبيعي. إلا أن بعض الآثار قد تكون طويلة الأمد.7 إن التأكد من حصول طفلك على ما يكفي من عنصر الحديد من الآن فصاعدًا، واغتنام فرص التعلم الكثيرة، سيساعد على منحه أفضل ما يستحقه في مراحل حياته الأولى.

يُعَد الحديد عنصرًا أساسيًا كلما كان أطفالك في طور سريع من النمو. تعرف على المزيد عن السبب وراء الأهمية المستمرة لعنصر الحديد أثناء توجه الأطفال نحو المدرسة وفي إطار مواجهة التحديات المحددة في سن المراهقة.

يمكن أن يكون تناول كميات كبيرة من الحديد ضارًا أيضًا لطفلك، لذا احرصي على استشارة طبيبك قبل إعطاء طفلك مكملًا غذائيًا.

مراجع